1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

إليزابيث الثانية والعرب.. زيارات متبادلة وشائعات عن نسب نبوي

٩ سبتمبر ٢٠٢٢

زارت الملكة البريطانية الراحلة إليزابيث الثانية جل البلدان العربية، وعايشت حوالي 160 حاكما عربيا، وكانت أول سيدة تقود سيارة في السعودية المحافظة وإلى جانبها الملك عبد الله. كما راجت شائعات عن انتسابها لسلالة نبي الإسلام.

Queen Elizabeth II
صورة من: Jane Barlow/WPA Pool/Getty Images

كانت إليزابيث الثانية أشهر ملكة في العالم خلال العقود الماضية، ليس فقط لأنها تذكر كعنوان للنشيد الوطني البريطاني "ليحفظ الله الملكة"، أو لأنها على رأس الملكية في دولة عريقة كالمملكة المتحدة، أو لأن بلادها هي منبع اللغة الأكثر انتشارا في العالم، بل لأنها كانت شاهدة على تحولات كبيرة داخل العائلة الملكية البريطانية، وكذلك على أحداث تاريخية كبيرة، داخل بريطانيا، وكذلك في العالم.

ولم تكن للملكة، التي توفيت يوم الثامن من سبتمبر/أيلول 2022، صلاحيات كبيرة، ودورها كان رمزيا، واتخذت الحكومات البريطانية المتعاقبة جلّ القرارات بما في ذلك العلاقات الخارجية. لكن أكثر ما ميّز عصر الملكة هو انفتاحها الكبير على العالم، إذ حظيت باحترام كبير، خصوصا مع تزامن عصرها مع تراجع كبير لبريطانيا الاستعمارية وخروج دول كثيرة من التاج البريطاني.

سافرت بالطائرة لأكثر من مليون ميل، وزارت أكثر من 117 دولة عبر العالم من ضمنها دولا لم تعد في الخريطة كيوغوسلافيا، حسب أرقام صحيفة التلغراف. هذه الأسفار تجعلها تحمل الرقم القياسي كأكثر شخصية على رأس إحدى الدول، تسافر إلى أكبر عدد ممكن من الدول، وهو رقم من الصعب كسره قريبا، خصوصا ان عدد رحلات الملكة، يساوي، حسب التلغراف، الدوران على الأرض لـ42 مرة.

وكانت أول دولة عربية زارتها  إليزابيث الثانية  هي اليمن، وكان ذلك عام 1954، أي سنتين بعد جلوسها على العرش. زارت إليزابيث تحديدا "مستعمرة  عدن " رفقة زوجها الأمير فيليب، وكانت حينها عدن تعد إحدى مستعمرات التاج البريطاني. لم تلتق الملكة مسؤولين يمنيين حينها –لطبيعة الاستعمار- وكانت الزيارة للراحة أساسا، خصوصا أنها كانت قادمة من أستراليا.

لكن أول زيارة فعلية للقاء حاكم عربي، كانت لليبيا في عهد الملك إدريس السنوسي بضعة أيام بعد زيارتها لليمن،، وزارت تحديدا مدينة طبرق، حيث قلدها الملك وساما. وزارت الملكة مقبرة تضم رفات الجنود البريطانيين الذين قتلوا في معارك  الحرب العالمية الثانية  في شمال إفريقيا.

وثاني حاكم عربي زارت بلاده كان أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح، وكانت الكويت البلد الأول في زيارة خليجية للملكة في شهر فبراير/شباط 1979، سافرت خلالها إلى البحرين، ثم السعودية، ثم قطر، ثم الإمارات، وأخيرا عمان، والتقت حكام المنطقة كالعاهل السعودي الملك خالد بن عبد العزيز، والرئيس الإماراتي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

لكن لقاءات الملكة بالحكام العرب لم تقتصر على زياراتها الرسمية، فقد زارها عدد منهم. من الأوائل ضمنهم ملك العراق، فيصل الثاني، الذي ألقى خطابا في مجلس الأعيان البريطاني عام 1956، وقد كانت تلك  آخر زيارة رسمية يجريها ملك عراقي إلى بريطانيا، إذ قُتل الملك عامين بعد الزيارة وسقطت الملكية في العراق إثر انقلاب عسكري.

ومن غرائب الصدف أنها استقبلت ملكا عربيا آخر اسمه فيصل، هو ملك السعودية فيصل بن عبد العزيز، وذلك عام 1967، وهو بدوره اغتيل لاحقا، تحديدا عام 1975.

ومن الطرائف التي وقعت للملكة في زياراتها للمنطقة العربية، تخليها عن السكين والشوكة، واستعانتها بأصابعها لأكل طبق مغربي مع الملك المغربي الحسن الثاني، في زيارتها للمغرب عام 1980، ضمن جولة مغاربية قادتها لتونس والجزائر، التقت خلالها بالرئيسين الحبيب بورقيبة، والشاذلي بن جديد.

ومما يُحكى عنها، أنها تجاهلت منع السعودية للنساء من القيادة في شوارعها، خلال زيارة لها للمملكة عام 1998 التقت خلالها الملك عبد الله، ورغم معرفتها بهذا القانون، فقد أصرت على أن تكون السيارة التي ستقلهما بنفسها، وكانت تلك أول مرة تقود فيها سيدة سيارة يركبها الملك عبد الله.

لكن الملكة تعرّضت لانتقادات كبيرة بسبب الماضي الاستعماري البريطاني الذي لم تتخذ  إجراءاتٍ واضحة ضده، وكذلك بسبب استمرار لقائها مع حكام عرب رغم اندلاع  الربيع العربي  ورغم كمّ الانتهاكات الحقوقية في العديد من البلدان التي يحكمونها والاتهامات التي توجه لهم بشكل شخصي. وذكرت دراسة بريطانية أن أعضاء من الأسرة الحاكمة البريطانية، من بينهم الملكة، التقوا الأوتوقراطيين العرب 200 مرة ما بين 2011 و2021.

واشتهرت الملكة إليزابيث أكثر في المنطقة الإسلامية عندما ربطتها تقارير إعلامية بأنها من الشجرة العائلية لنبي الإسلام محمد، وهي التقارير التي بدأت من شجرة عائلية نشرتها صحيفة "الأسبوع" المغربية، لكن صحيفة الإيكونوميست البريطانية نشرت أن هذه المزاعم غير جديدة.

هذه المزاعم بدأت مع مؤرخ بريطاني كان قد أشار عام 1986 إلى إمكانية وجود إمكانية هذا الارتباط، وذلك عبر أميرة مسلمة كانت تعيش في الأندلس، هي الأميرة زائدة التي اعتنقت المسيحية إثر زواجها من ملك قشتالة ألفونسو السادس، وانتقل سلالتها إلى بريطانيا في إطار مصاهرة بين الأميرة إيزابيل بيريز وابن ملك إنجلترا إدوارد الثالث.

لكن في الوقت الذي تؤكد فيه عدة تقارير إمكانية ارتباط زائدة بالملكة إليزابيث، فإن ارتباط زائدة بالنبي محمد ورد في مصادر محدودة، تحدثت عن أن هذه الأميرة تنحدر من سلالة ابنة النبي فاطمة، وزوجها علي بن أبي طالب.

إ.ع

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW