1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مونديال قطر..هل حان الوقت لإفريقيا لتحقيق حلم معانقة اللقب؟

مهدوي رضوان
١٤ نوفمبر ٢٠٢٢

فيما تتصدر المنتخبات "التقليدية" أغلب ترشيحات الفوز بمونديال قطر، توقع النجم الكاميروني السابق صامويل إيتو نهائيا إفريقيا خالصا. المنتخبات الإفريقية راكمت تجربة كبيرة في البطولة، لكن هل يكفي ذلك لتحقيق حلم معانقة اللقب؟

كان أفضل إنجاز إفريقي لحد الآن في كأس العالم هو تأهل غانا لدور الربع النهائي
كان أفضل إنجاز إفريقي لحد الآن في كأس العالم هو وصول غانا والسنغال لدور الربع النهائي صورة من: Metin Pala/AA/picture alliance

قبل أيام، خرج الدولي الكاميروني السابق صامويل إيتو بتصريحات وصفت بـ"المفاجأة" و"الغريبة"، بخصوص توقعاته لهوية المنتخب الفائز بكأس العالم قطر 2022. وقال إيتو الذي يشغل حاليا رئيس الاتحاد الكاميروني لكرة القدم، إن الكاميرون والمغرب سيتواجهان في النهائي، وستفوز الكاميرون باللقب، حسب ما أشار إليه موقع شبكة "إي إس بي إن" الرياضية الشهيرة.

وواصل نجم برشلونة السابق شرح توقعاته قائلا "لطالما كانت إفريقيا تتمتع بإمكانية لتقديم كأس عالم ناجحة، لكننا لم نظهر أفضل ما لدينا حتى الآن"، وأضاف: "على مر السنين، اكتسبت الفرق الإفريقية المزيد من الخبرة، وأعتقد أنها مستعدة ليس فقط للمشاركة في كأس العالم ولكن أيضا للفوز به".

ورغم أن تصريحات الأسطورة الكاميرونية استقبلت بنوع من "الدهشة" نظرا لصعوبة المهمة إن لم يكن "استحالتها" حسب العديد من متابعي كرة القدم، إلا أنها فتحت أيضا الباب أمام عدة تساؤلات عن مدى إمكانية صعود منتخب إفريقي أخيراً لمنصة التتويج في مونديال قطر.

مونديال...خارج التوقعات!

في سابقة هي الأولى من نوعها، يقام مونديال قطر 2022 في فترة شتوية عكس الفترة الصيفية المعتادة عن هذه البطولة العالمية. وستكون نسخة هذه الدورة حافلة بالمفاجآت وخارج لعبة التوقعات لاعتبارات كثيرة.

أولاها، أن كل المنتخبات المشاركة لم تحصل على وقت كاف من أجل الاستعداد للبطولة، إذ توقفت عجلة أغلب البطولة الكروية عن الدوران أسبوعا واحدا فقط قبيل انطلاق المونديال، مما يعني قلة وقت التحضير والاستعداد والاشتغال بكثرة على استراتيجيات تلائم طريقة لعب كل خصم، لاسيما وأن فترة الاستعداد مهمة جدا لكل مدرب يشارك في كأس العالم.

أيضا، عانى اللاعبون من برنامج مباريات مكثف للغاية مع فرقهم ومنذ بداية الموسم الكروي، ما استنفد الكثير من طاقتهم الجسدية والذهنية، وجعل البعض منهم يغيب عن المونديال بسبب الإصابة (بوغبا، كانتي...) أو سيشارك في المونديال وهو ليس في أتم جاهزيته (ديبالا، لوكاكو، ماني...). وقد يعني هذا المعطى أنه قد يصعب على أبرز نجوم المنتخبات الكبيرة تقديم الإضافة المطلوبة منهم، ما قد يفقد هذه المنتخبات الكثير من عناصر قوتها، ويخلق نوع من التوازن بين الكثير من المنتخبات.

منتخب السنغال الأفضل حاليا في القارة الإفريقية.صورة من: Martin Meissner/AP/dpa/picture alliance

كذلك، قد يسير مونديال قطر 2022 على نفس نهج مونديال كوريا واليابان 2002، والذي أقيم آنذاك لأول مرة في القارة الآسيوية. وكانت تلك النسخة حافلة بمفاجآت من العيار الثقيل أبرزها خروج حامل اللقب فرنسا من الدور الأول، وتألق المنتخب السنغالي، بالإضافة إلى وصول تركيا وكوريا الجنوبية إلى نصف النهائي.

ومن شأن كل هذه العوامل أن تفتح الباب مجددا أمام حدوث مفاجآت جديدة في مونديال قطر، وربما رؤية المنتخبات الإفريقية المشاركة بثوب آخر، خاصة وأنها تمتلك كل المقومات للذهاب بعيدا في هذه النسخة، ولما لا يكون أحد هذه المنتخبات الإفريقية الحصان الأسود للبطولة.

المنتخبات الإفريقية في الميزان...

تشارك القارة الإفريقية بخمسة منتخبات هي: السنغال، المغرب، الكاميرون، تونس وغانا. وأوقعت القرعة أغلب هذه المنتخبات في مجموعة صعبة للغاية ما قد يجعل ذهابها إلى أدوار متقدمة للغاية يبدو صعبا جداً، بيد أن كرة القدم رياضة لا تخضع دائما للمنطق والحسابات، ويمكن لتفاصيل صغيرة أن تغير نتيجة المباريات، وتقلب الأمور رأسا على عقب.

السنغال

حاليا، يعد المنتخب السنغالي الأقوى في القارة الإفريقية، فقد توج مساره التصاعدي في السنوات الأخيرة بالفوز قبل شهور بكأس الأمم الإفريقية لأول مرة في تاريخه، ما يجعل السنغال تدخل البطولة بمعنويات مرتفعة للغاية، وطموحات كبيرة لا حدود لها.

ويمتلك المنتخب السنغالي تشكيلة تعج بلاعبين من الطراز العالمي، ويأتي في مقدمتهم حارس تشيلسي ميندي وصخرة دفاعه كوليبالي وغيرهم من النجوم. واستطاعت السنغال إثبات أنها من المنتخبات التي تكبر في المناسبات الكبيرة، وتحقق نتائج غير متوقعة. وأبرز مثال على ذلك هي نسخة 2002 حينما تغلبت على حامل اللقب فرنسا بهدف دون رد، ونجحت في التأهل إلى الدور ربع النهائي.

وعن حظوظ السنغال في مونديال قطر 2022، يقول الدولي الفرنسي السابق فرانك لوبوف في تصريحات نقلها موقع "يورونيوز" إنه "بالنسبة لي، السنغال من المنتخبات المرشحة للفوز بكأس العالم. يمكنهم الذهاب بعيدا. حقا أعتقدهم أنه يمكنهم الفوز بكأس العالم"، وأضاف المدافع الفائز بكأس العالم مع فرنسا سنة 1998 "عندما يكون لديك ماني في الخط الأمامي وميندي في الحراسة...، لهذا السبب أعتقد أن هذا ممكن (الفوز بكأس العالم)".

منتخب المغرب يملك من الإمكانيات ما يخول له الذهاب بعيدا في هذه البطولة.صورة من: Manu Fernandez/AP/dpa/picture alliance

المغرب وتونس

يعد المنتخبان المغربي والتونسي من بين أكثر المنتخبات الإفريقية مشاركة في كأس العالم (5 مشاركات قبل خوض مونديال قطر 2022). ونجح المغرب في المرور إلى الدور الثاني مرة واحدة في تاريخه، فيما مازالت عقدة الدور الأول تلازم المنتخب التونسي.

ومنذ سنوات، تعيش كرة القدم المغربية طفرة كبيرة (فوز الأندية المغربية بعدة ألقاب قارية، تقدم المغرب للمركز 22 عالميا في تصنيف فيفا للمنتخبات...". ويمتلك المنتخب المغربي تشكيلة مميزة جدا وتضم لاعبين يلعبون على أعلى المستويات: أشرف حكيمي (باريس سان جيرمان)، نصير مزراوي (بايرن ميونيخ)، حكيم زياش ( تشيلسي) وغيرهم.

ويتولى تدريب "أسود الأطلس" وليد الركراكي الذي يعرف جيدا قراءة الخصوم، وإعداد الخطط المناسبة للتغلب عليهم. ويشتهر المدرب الشاب بحماسه الكبير، وزرع روح تنافسية كبيرة بين اللاعبين، وتحفيزهم على إخراج أفضل ما في جعبتهم فوق المستطيل الأخضر.

وعلى الورق، تبدو مهمة المغرب صعبة في مجموعة تضم كرواتيا، بلجيكا وكندا. إلا أن المنتخب المغربي لا يقل شأنا عن باقي هذا المنتخبات الآخرى، وقد يخلق المفاجأة في هذا النسخة، ويصل إلى أدوار لم يصلها من قبل.

أما المنتخب التونسي، فقد أوقعته القرعة أمام حاملة اللقب فرنسا والدنمارك وأستراليا. ويصمم"نسور قرطاج" هذه المرة على كسر عقدة الدور الأول في البطولة، والتأهل ليس فقط للدور الثاني وإنما أيضا الوصول إلى أبعد نقطة ممكنة.

ويعرف المنتخب التونسي جيدا كيفية تحقيق الفوز في المباريات رغم أنه لا يقدم دائما الأداء المنتظر منه، إذ تستغل تونس نقاط ضعف الخصم، وتلعب عليها بشكل جيد بما يخدم مصلحتها ويمنحها الفوز.

وتعول تونس على تألق مجموعة من نجومها، إذ يأتي على رأسها الهداف يوسف المساكني، الذي يعرف جيدا الملاعب القطرية، والشاب الواعد أنيس بن سليمان المتألق بشدة في الدوري الدنماركي لكرة القدم.

جماهير تونس تنتظر الكثير من المساكني.صورة من: Jonathan Moscrop/Newscom/picture alliance

الكاميرون وغانا

ليس سرا أن قوة الكاميرون وغانا تراجعت بشكل لافت بالمقارنة مع ما كان عليه الوضع قبل عدة سنوات، حيث كان هذا الثنائي من بين الأقوى إن لم يكن الأقوى في القارة الإفريقية. لكنهما اليوم يتواجدان في مرحلة إعادة البناء، وبدآ في الأونة الأخيرة يجنيان ثمار عملهما المتواصل.

ولا ترغب الكاميرون في البقاء حبيسة لذكرى إنجاز 1990 حينما وصلت بكل جدارة واستحقاق إلى ربع النهائي، وانهزمت بصعوبة أمام المنتخب الإنجليزي بثلاثة أهداف مقابل هدفين.

ويملك منتخب "الأسود غير المروضة" من الإمكانيات ما يساعده على خلق المفاجأة في هذه النسخة بقيادة هداف بايرن ميونيخ تشوبو موتينغ، الذي يعيش واحدا من أفضل مستوياته على الإطلاق في مسيرته الكروية، ويهز شباك الخصوص في كل مباراة تقريبا. فضلا عن الحارس الرائع  أندريه أونانا صاحب المستويات المميزة مع إنتر ميلان.

أما غانا، فتدخل المونديال وكلها ثقة في تقديم نسخة هي الأفضل لها على الإطلاق. وتتسلح منتخب "النجوم السوداء" بتشكيلة تضم مجموعة من المواهب الشابة، والتي تدافع عن ألوان فرق أوروبية كبيرة. وتطمح غانا إلى تجاوز لعنة 2010، حيث كانت قريبة جدا من التأهل إلى نصف نهائي كأس العالم للمرة الأولى في تاريخ المنتخبات الإفريقية، بيد أن سوء الحظ عاندها في اللحظات الأخيرة أمام منتخب الأوروغواي.

وبشكل عام، تدخل المنتخبات الإفريقية المونديال من دون ضغوطات وعلى عكس المنتخبات التقليدية للمرشحة دائما للفوز باللقب (البرازيل، الأرجنتين، فرنسا...). ولأن النسخة الحالية من كأس العالم تجري في أجواء غير معتادة، فيمكن لنتائج مونديال قطر 2022 أن تكون بدورها غير معتادة. وربما تصدق توقعات صامويل إيتو وتتوج إفريقيا بأول لقب لها في كأس العالم.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW